دخلت سجن النساء حيث القـ* اتلات والسـ *ارقات وموروجي المخـ *درات والعـ* اهرات والأبرياء خليط خليط من النساء رمت الأقدار بهن من كل مكان في هذا المكان جلست بإحدى الزوايا وحدي أبكي وأبكي بصمت..
حتى جلست بجانبي سجينة قالت لي كلنا بكينا في اليوم الأول والثاني والثالث ثم تعودنا وأصبح السجن منزلنا لا تخسري دموعك لأنك بحاجة لها في الأيام القادمة.
وبعد يومين كان أهلي قد أرسلوا لي محامي جاء لمقابلتي وطلب مني أن أروي له كل شيء عن حياتنا في المنزل وعن أدق التفاصيل وبدأ العمل على قضيتي وطلب خروجي من السجن بكفالة لكن القاضي رفض وبقيت ثلاثة أشهر قيد التحقيق وقضيت ثلاثة أشهر مع النساء السجينات.
التي كانت قصة كل واحدة منهن تك*سر الحجر ولكل واحدة سبب قوي في ارتكابها الجُر*م من وجهة نظرها وهناك البريئات التي تُصر على براءتها والظلم الذي تعرضت له من القاضي برشوتة.
كُن يعِشن حياة طبيعية جدا يطبخن ويأكلن ويلعبن ويتحدثن ويضحكن ويتزين بشكل طبيعي سبحان الله على صبرهن وعلى نعمة تأقلمهن مع الحال حتى خلف القضبان وصرت كواحدة منهن أعيش لكن على أمل إظهار برائتي حتى حضر المحامي قبل محاكمتي بخمسة أيام وأخبرني بأن المادة البلاستيكية الموضوعة بالمرق الأحمر هي ملعقة بلاستيك التي تستعمل مع الوجبات السريعة تم وضعها بالمرق مدة ساعتين حتى ذابت من الغلي والحرارة.
وعندما تناول الأطفال الطعام تجمدت في معدتهم وامتصها الجسم وتجمدت بالدماء حتى أدت للوفاة وطلب حضور الخادمة للتحقيق معها منذ أيام فأنكرت ذلك وقالت أنني أنا من أعددت الطعام وهي فقط أشغلت الغاز فقلت له أبدا أبدا واقترحت عليه إحضارها للمحكمة لمواجهتي أنا بالمحكمة وطلبها للمواجهة والشهادة.
وفي اليوم الموعود التقينا عند القاضي وسألها القاضي أمامي عن ذلك اليوم وكيف كان بالتفصيل وسألها هل وضعت أنا ذلك الشيء أو طلبتُ منها وضع الملقعة بالطعام فأجابت لا !!!! هل أنت وضعتها فقالت لا ؟؟ فقال لها إذا كذبت سوف تسجنين ؟؟؟ كيف وصلت الملعقة لداخل الطنجرة وظلت صامتة ولم تنطق بكلمة واحدة.
وطلب القاضي تأجيل الجلسة لمدة شهر للتحقيق الأوسع فصر*خت وبكيت سأظل داخل جدران السجن لشهر أيضا بكيت وبكيت وصر*خت ورأيت أمي وأبي خارج غرفة القاضي يبكيان وهما يشاهدان القيد في يدي مثل المجر*مين أما زوجي فلم أعُد أراه أبدااا وأعتقد أنه جازم أنني أنا من ق*تلت ابنتيه .
مر شهر مثل السنة في السجن الرهيب الذي كنا نُساق فيه إلى التنظيف والعمل والذُل كأنه سنوات حتى جاء المحامي يوما ليحدثني أنه التقى الخادمة وقال لها إذا لم تقولي حقيقة ماجرى فسوف يُحكم علي بالإعد*ام ش*نقاً ولن يغفر الله لك قولي قول الحق وماجرى مهما كانت العواقب وليس أمامنا وقت إلا أسبوع.
وصرت أفكر وأتذكر كم كنت لطيفة ودودة معها وكم من مرة ساعدتها وأعطيتها الملابس والنقود، لقد كنت صديقة لها
هل هذا جزاء المعروف.
حتى جاء يوم الجلسة الأخيرة أمام القاضي وكان كل شيئ ضدي كزوجة أب حتى تكلمت الخادمة وقالت أنني كنت أحب البنتان وكنت أحن عليهما وقد استعملت ملعقة البلاستيك لتتذوق الطعام فسقطت داخل القدر وتركتها لأن المرق كان حارا جدا ولم تحاول إخراجها وبكل غباء تقول قلت في نفسي بعد الإنتهاء من الطهو وقبل حضور المدام سأخرجها.
عند سكب الطعام للبنتان نسيت موضوع الملعقة ولم تتذكر شيئا إلا عندما سألها المحقق وخافت وأنكرت حتى عَلمت أنني قد أعد*م وهكذا ظهرت برائتي والحمد لله وحكم القاضي عني بالإفراج وحبس الخادمة بتهمة الإهمال لسنة واحدة فقط.
خرجت بعد أربعة شهور من السجن لبيت أهلي بفرحة أبكَت الجميع إلا زوجي عند ظهور برائتي وعند خروجي كان عند باب القاضي نظر إلي وقال حتى لو كنتِ بريئة في نظر القانون فأنتِ من ق*تلتِ بناتي، أنا قلت ابنتا زوجي في نظره
ونظر طليقته وكل من كان في عائلتة وحتى في نظر أقاربي لم يصدق أحدا ماجرى.
كل الأقاويل كانت تدور حول إعطاء المال للخادمة حتى تقول ماقالت للدفاع عني.. عدت لمنزل أهلي وبعد أسبوعين بعث لي زوجي ورقة الطلاق التي قس*مت ظهري ليس لفقدانه بل للظلم الذي أحاطني من المجتمع حتى عملي كمعلمة فقدتة بعد دخولي السجن .!
انتهى.